لطالما عُرف الشعب السعودي بحبّه الكبير للعطاء والمساعدة والتضحية: فهو مستعدّ ان يفني بنفسه من أجل إنقاذ غيره من حبال الموت.

أقدمت إحدى الممرضات التي تعمل في إدارة التمريض في صحة الجوف على إنقاذ حياة طفلة صغيرة من الموت. فماذا حصل؟
تعاني الطفلة بشاير الرشيدي من تليف الكبد وهذا ما دفعها الى البحث عن متبرّع يقدّم لها جزءا من كبده كي تتخلص من هذا العذاب وتنجو من الموت. من باب الصدفة، تطابقت أنسجة الطفلة بشاير مع الممرضة عبير.
هذه الأخيرة قد علمت بحالة بشاير من خلال التغريدات التي نشرها الوالد على موقع تويتر مع المناشدات بمتبرّع قد تتطابق أنسجته مع طفلته الصغيرة. الواجب الإنساني دفع الممرضة عبير العنزي الى التوجّه نحو مستشفى الأمير سلطان في مدينة الرياض لإجراء الفحوصات اللازمة ومحاولة المساعدة.

قبيل إجراء العملية، توجّهت هذه الأخيرة برفقة والدتها لأداء العمرة في مكة المكرّمة وأكّدت انها ستتبرّع بجزء من كبدها من أجل إنقاذ هذه الطفلة الصغيرة. نهار 28 ديسمبر، أجريت هذه العملية بنجاحٍ تامّ وخرجت كلّاً من المريضة والممرّضة بصحّة جيّدة وعافية من غرفة العمليات.
يؤكّد والد بشاير ان ما قامت به هذه الفتاة السعودية من عمل إنساني لا يقدّر بأي ثمن: فهو قد عرض عليها مبلغاً من المال لكنها رفضت ان تأخذ فلساً واحداً معتبرةً ان ما قامت به هو حسنة لوجه الله.

في إطار هذه الخطوة الانسانية، تلقّت هذه الأخيرة اتّصالاً من وزير الصحّة الذي هنأها على ما قامت به وأرسل لها الكثير من الهدايا العينية والمبالغ المالية كعربون شكر وتقدير. إضافةً، الى انتشار الهاشتاق #الممرضة_عبير_العنزي حيث تفاعل المغرّدون بطريقة إيجابية حول هذه المبادرة الجيدة والانسانية.