تضيق بنا الدنيا في الكثير من الأوقات، فنضطرّ الى التخلّي والتنازل عن العديد من المصالح الشخصية ذلك لتسهيل العقبات التي تقف أمامنا.

هذا تحديداً ما حصل مع الكاتب والأديب السعودي محمد الحمدان، الذي عمل جاهداً طوال 40 عاماً داخل مكتبته "قيس" التي جمع فيها النسخ الأصلية للكثير من الصحف القديمة.
شاءت الحياة ان تكون قاسية بعض الشيء على الحمدان، الذي اضطرّ الى بيع بعض ممتلكاته الأدبية والفكرية ذلك لتأمين بعض المبالغ المادّية التي كان بأمسّ الحاجة اليها. هذا الأخير، يملك في مكتبته كتبا وصحفا عربية وسعودية قديمة مثل العدد الأول لصحيفة الجزيرة والمدينة وقريش والعدد الأول لصحيفة "الأهرام" المصرية.

مكتبة حمدان او مكتبة قيس كما يسمّيها نسبةً لحبّه الكبير لـ قيس بن الملوح وقيس بن ذريح، تحتوي على الكثير من الكتب التاريخية قد صدرت منذ فترة طويلة من الوقت قرابة الحرب العالمية الثانية.

محمد البالغ من العمر 82 عاماً, حصل على ترخيصا من بلدية الرياض ليتمكّن من بيع هذه الممتلكات الفكرية في بيته الذي استأجره. فقد وصل سعر صحيفة "الأهرام" المصرية الى 10 آلاف ريالات سعودية اي ما يعادل 2670 دولارا أمريكيا فيما صحيفة الرياض كان سعرها 5 آلاف ريالات سعودية أي 1335 دولارا أمريكيا.

لكن أكثر ما يميّز مكتبة حمدان، هو احتفاظه بـ"شجرة آل سعود" التي رسم عليها وكتب فيها أسماء افراد العائلة المالكة السعودية. هذه الشجرة، كانت من حصّة أمير سعودي لم يفصح عن هويّته واشتراها بمبلغ 200 ريال سعودي أي 534 دولارا أمريكيا وهو مبلغ زهيد جدّاً!

إضافةً الى ذلك، يعترضك داخل هذه المكتب متحفٌ صغير يضمّ الكثير من القطع الفنية والأثرية المتعلّقة بالتراث السعودي.