لم تفرّق يد الإرهاب والإجرام بين شخصٍ وآخر في الاعتداء الذي جرى في اسطنبول عشية بداية العام الجديد. فهي حصدت معها الكثير من الأرواح البريئة التي لم يتسنّى لها ان تدافع عن نفسها او حتى ان تحمي نفسها من طلقات الرصاص العشوائية.

شكّلت حادثة اسطنبول الإرهابية بداية مأساوية للعام 2017، خاصّة ان السعودية كان لها حظّاً من هذا الإجرام. فقد بلغ عدد القتلى السعوديين 7 بينهم 4 سيدات و3 رجال كان منهم المحامية شهد سمان.
شهد سمان، كما يصفها أخوها سليمان سمان أنها الأقرب الى قلبه والأحبّ الى قلب الجميع من اصدقائها ومقرّبيها ومحبّيها. فما هي تفاصيل الحادثة التي أودت بحياة المحامية سمان؟

يخبر شقيقها، ان شهد قد توجّهت الى تركيا برفقة خالها وزوجته وابنته الصغيرة من أجل إتمام بعض الأعمال القانونية هناك وتمضية ليلة رأس السنة ايضاً. المحامية البالغة من العمر 26 عاماً، كان قد توجّهت الى مطعم لا رينا حيث كانت بانتظار خالها من أجل تناول العشاء معه. لكن زحمة السير، جعلت الخال يتأخّر ويحدث ما حدث ليخطف روحها البريئة.
يؤكّد شقيق المحامية السعودية ان عملية إيجاد شقيقته كان صعباً جدّاً: فقد استغرقت عملية البحث أكثر من 15 ساعة قبيل التعرّف اليها وسط الضحايا والقتلى الذين ملأوا أرض المكان وغطّت الدماء وجوههم.

خال شهد حاول كثيراً الدخول الى المطعم من اجل الإطمئنان عنها لكن قوات الأمن منعته من ذلك. فبدأ عمليات البحث عنها في المستشفيات بعد ذهابه الى الفندق حيث لم يجد جواز سفرها حتى بلغه اتّصال عن وجود امرأة مجهولة الهوية والتي تبيّن فيما بعد أنها شهد!
هذه الأخيرة كانت قد تعرّضت لعدد ٍ من الطلقات النارية في بطنها ممّا جعلها تنزف حتى الموت. وتمّ التنسيق مع القنصلية السعودية من أجل نقل الجثمان الى السعودية حيث تمّ الصلاة عليها في المسجد النبوي.