تعتبر العلوم الحديثة مثل لغة الجسد وفهم التعابير والإيماءات مفيدة وعامل قوي تستخدمه السلطات في مختلف بلاد العالم لتساعدهم في كشف كثير من المشتبه بهم من مخالفين القانون ومستخدمي المخدرات والمهربين بشكل اكبر ولإلقاء نظرة حول بعض مما تكشفه هذه العلوم.

كشفت صحيفة "مكة" السعودية أن لغة جسد مهربي المخدرات قد تكون أول الخيوط التي يمسك بها موظفو الجمارك للإيقاع بهم وهي مهارة يتدربون عليها، وتتضمن 13 علامة يأتي بها المهرب أو بجزء منها فتكشفه.
وعن أبرز تلك العلامات والدوافع التي تحرض المهرب على احتراف التهريب رغم علمه بعقوبة القتل التي تنتظره.
قسم مدير الإعلام والعلاقات العامة في مديرية الجمارك عيسى العيسى أن منها ما هو مخصص لتنمية الحس الجمركي وتعريفه بالحركات غير الإرادية والمؤشرات الحركية (لغة البدن) التي تظهر على المهرب ومن يخفي مواد ممنوعة، فيما تركز أخرى على مؤشرات المخاطر وتتضمن عددا من العناصر مثل المظهر وخط السير وسبب السفر وطريقة الدفع، إضافة إلى تراكم الخبرات والفراسة، وجميعها تمكن موظف الجمرك، بعد توفيق الله، من كشف المهربين.

ولفت العيسى إلى عوامل تدفع الإنسان إلى التهريب رغم علمه بالعقوبة، منها الفقر، الإحباط، الاكتئاب، اليأس الشديد الناجم عن الإصابة بأمراض لا شفاء منها مثل السرطان والإيدز، وهؤلاء المرضى يتعمد المهربون استقطابهم واستدراجهم للعمل في التهريب لا سيما من أبلغهم الأطباء بأن حالاتهم ميؤوس من شفائها، مما يولد لدى المريض دافعا لفعل أي شيء، بما في ذلك القتل والتهريب والسرقة ما دام يتوقع الموت في جميع الأحوال.
وقال إن من دوافع التهريب أيضا الرغبة في الربح السريع دون بذل أي جهد، البطالة والبطالة المقنعة، ضعف الوازع الديني، ضعف قيمة الإنسان لدى نفسه وعدم احترامه لها وعدم تقديره لذاته، وطغيان الرغبات الحسية، مؤكدا أن المخدرات تذهب التركيز والقدرة على اتخاذ القرار الملائم وتؤدي إلى تدهور الصحة النفسية وتزيد الرغبة في الانتحار وتتسبب في خسارة الأموال والمدخرات وتحول الشخص لمجرم يعتدي على غيره كما تصيب الشخص بالعجز الجنسي.

وفي السياق ذاته، أحصى مدير الإدارة العامة للعلاقات والإعلام في المديرية العامة لمكافحة المخدرات العقيد سلمان النشوان ثلاث مراحل للتهريب، تبدأ باستقطاب الشخص لإيقاعه في فخ الإدمان، ثم تنتقل به إلى مرحلة إغرائه بالمال والمكاسب التي قد لا يتمكن من تحقيقها بطرق سوية، وصولا إلى تيسير سبل إخفاء المخدرات بطرق مختلفة سواء كانت داخل الأحشاء أو عبر إحدى الوسائل المصنعية، أي عبر تعبئتها داخل منتجات تجارية أو مواد غذائية، لكن أغلبها تضبط من خلال يقظة رجال الجمارك.
وقال إن من أهم العوامل التي تدفع الشخص لتهريب المخدرات جشعه وحبه للمال مع علمه التام بأن عقوبة تهريب المخدرات إلى السعودية هي القتل.
وقال: كثيرا ما تضبط المخدرات نتيجة للتعاون بين أجهزة الجمارك والمكافحة في البلدان الأخرى، فقد سبق أن ضبطت حالات لتهريب مخدرات معبأة داخل خضار وعلب مشروبات غازية وقطع غيار سيارات، وقطع أثاث ومواد بناء، وغير ذلك الكثير.