هل هناك أجمل من أن يضحّي الانسان بنفسه وبحياته في سبيل وطنه؟

يقال ان عمل التضحية والمحبّة لا يقتصر على الزمان والمكان: فالانسان المحبّ مستعدٌّ ان يفني ذاته من اجل غيره او حتى من اجل أرضه ووطنه. فتكون التضحية قد تصل الى أعلى مراتبها عندما ندافع عن ممتلكاتنا بكلّ ما لنا من قوّة وعزيمة وإرادة.
حسام بن صالح الصبحي، هو مثالٌ حيّ على المعنى الحقيقي للتضحية. هذا الشابّ الذي يبلغ من العمر 25 عاماً أحبّ الحياة العسكرية كثيراً، فدخل الى قوات الطوارئ الخاصّة وعمل فيها حيث كان مقرّه قرب بيت الله الحرام في مكّة المكرّمة.

صادف في أحد المرّات خلال شهر رمضان المبارك وفيما كان صالح يتناول الإفطار مع مجموعة من الجنود اقترب من ناحيتهم أحد المارّة وهو يحمل علب من الكرتون سائلاً عن الطريق التي تؤدّي الى الحرم. فما كان من هذه القوّات ان اقتربت منه، حتى فجّر نفسه هذا الارهابي حيث استشهد أربعة من رجال الأمن وكان حسام وحده هو الناجي بينهم!

هذا الشابّ المليء بالحياة، تعرّض لجروحٍ بليغة استدعت نقله الى أهمّ المسشتفيات في المدينة المنوّرة. بعد رحلة طويلة من العلاجات والرقود في المستشفى، عاد حسام الى هذه الحياة فاقداً بصره بسبب هذا الارهابي.
على الرغم من المصيبة التي تعرّض لها، ما زال حسام مثالاً يقتدي به الكثير من الشباب السعوديين في حياتهم خاصّة الذين تطوّعوا في الجندية. أما والده فلا يكفّ عن التكلّم عن ابنه مفتخراً بهذا العمل الشجاع الذي قدّمه.