هي لحظات ما قبل مغادرة الحياة. تخيّل أن شرطيا يدخل إليك في سجنك المظلم ويخبرك أن الأمر انتهى. أكثر من ذلك الوقت ضيّق: نصف ساعة وسينتهي كل شيء.

ليس سرا أن المملكة العربية السعودية تنفذ قوانين الإعدام أو ما يعرف لديها بـ"القصاص". الأمر يصدر في بيان رسمي عن وزارة الداخلية وينشر في أغلبية الصحف والمواقع.
منذ يومين تم الإعلان عن الإعدام رقم 100 في المملكة هذا العام فقط لمدانين بجرائم بينها القتل، لكن هل سبق وعلمتم كيف يعيش المحكوم بالقصاص لحظاته الأخيرة قبل تنفيذ الحكم؟ في حديث نادر، قال أمين عام لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم أو المعروفة بـ"تراحم" في المملكة محمد الزهراني أن المحكوم لا يعلم بموعد التنفيذ إلا قبل نصف ساعة فقط.
وقال الزهراني في حديث إلى موقع "عاجل" المحلي إلى أن المحكوم يستيقظ كالعادة ويتناول الفطور مع غيره من السجناء ثم يستدعى ليتمكن من الصلاة بعد إخباره بالقرار.
قصة الوجبة الأخيرة
عرفنا كثيرا عن لحظات أخيرة عاشها محكومون بالإعدام في المملكة بينهم الأمير الشاب تركي بن سعود، الذي حازت قضيته على اهتمام اعلامي كبير.
إلا أن أيّا من التقارير لا تتطرق إلى ما يعرف في بعض الدول الأخرى بـ"الوجبة الأخيرة" خصوصا في أمريكا والتي غالبا ما تكون معقدة ومتنوعة بناء على طلب المحكومين.
هنا، فاجأ الزهراني في حديثه أن لا نظام مخصصا لهذا الأمر كونها لا توجد أصلا، إذ أن المحكوم وبعد تناول فطوره العادي يلتقي بلجنة التنفيذ بينها طبيب لكتابة وصية إذا ما أراد ذلك. بعدها ينفّذ الحكم ويتم إخبار ذويه لتسلّم الوصية والأغراض الشخصية.
وعزا الزهراني سبب إخبار المحكوم قبل نصف ساعة فقط – السبب الأساسي في إلغاء الوجبة الأخيرة – "حتى لا يؤذي نفسه كما أنها جزء من إجراءات أمنية احترازية".
يذكر أن عددا من أهالي الضحايا يعتقون رقبة المحكوم ما يعني أنهم يصفحون عنه. غالبا ما تحصل الخطوة في اللحظات الأخيرة قبل الإعدام فتنتشر فيديوهات التهليل بخطوة الغفران هذه بين السعوديين على مواقع التواصل الإجتماعي.
شاهد أيضا: موظف سعودي يصوّر مشهدا نادرا لساحة القصاص!