عندما يصادفنا أمر غريب عن عاداتنا وتقاليدنا نسارع إلى اعتباره أمرا مضحكا أو حتى إنسانا مضحكا. أكثر من ذلك، قد نقسو في حكمنا في العديد من الأحيان. لكن ماذا إذا علمنا أن خلف هذا الوجه البشوش مأساة كبيرة لا حل لها حتى الآن.
جميعنا ربما سمع بالسعودي الذي سمّى ابنته "إيفانكا". جميعنا ربما سمع بالإنتقادات التي وجهت له. لكن هل علم أحد ما هو السبب الحقيقي وراء هذه التسمية؟
تبين، وبحسب موقع "هاف بوست عربي" أن والد الطفلة سالم العنزي عمد إلى اختيار هذا الإسم أملا بجذب انتباه المسؤولين السعوديين أو غيرهم لمنحه "تذكرة علاج إلى الخارج لشقيقتها الكبرى من ذوي الاحتياجات الخاصة".
سالم ربّ لعائلة مكوّنة من 5 أطفال عمل والراتب 7 آلاف ريال سعودي فقط. إبنته الكبرى البالغة من العمر 4 سنوات تعاني من ضمور في المخ وعضلات الجسم كاملة إضافة إلى نقص في النمو.
لم يستطع حتى الآن تأمين هذه التذكرة وتكاليف العلاج. مضى 4 سنوات على رحلة العلاج المضنية هذه ولا حلّ حتى الآن. فكّر مليا هو وزوجته التي هي أيضا من ذوي الإحتياجات الخاصة وقررا إطلاق هذا الإسم علّ أحد المسؤولين ينتبه لمصيبتهم.
قدّر الأب سالم أن يتصل به مسؤول ما ويطلب تغيير إسم ابنته فيشرح له السبب الذي قد ينهي المعاناة فهذا ما لم يحصل.
قدّر أيضا أن دائرة الأحوال الشخصية تسجّل إسم "إيفانكا" وهو أيضا ما لم يحصل إذ رُفض هذا الإسم "الأجنبي" واستبدل بـ"لمى".
أما المشكلة فهي مستمرة لا بل زادت سوءا: إتهم بأنه "ليبرالي زنديق" من قبل أناس لم يسألوا عنه. حتى أنه قصد ذات مرة الأمير الوليد بن طلال ووقف على بوابة منزله في حي الفاخرية في مدينة الرياض، فصدّه الأخير مبتسما على حد قوله ولم تأته أي مساعدة.
لكن أمل هذا السعودي ما زال كبيرا: الطفلة ستسمى في المنزل كما في المجتمع "إيفانكا" وليس "لمى" والحلم مستمر والأمل باستجابة أحد أيضا حتى لو كان هذا الأحد الرئيس الأمريكي شخصيا أو ابنته إيفانكا.
ما نستخلصه هو أن ما حصل ليس رهانا على الإسم في مجلس سعودي كما صرّح سالم في البداية، أو أن تناقضا يحصل في تصريحاته قد يكون بسبب خجله من طلب المساعدة في البداية.
