كيف تتوقف عن إدمان الهاتف؟

تستعمل الهاتف حتى في الأماكن المحظورة

تستعمل الهاتف حتى في الأماكن المحظورة

في ديسمبر 2013 كانت سائحة تايوانية تسير على طول رصيف سانت كيلدا في مدينة ملبورن الأسترالية، تتأمل المناظر الخلابة للمحيط. عندما شاءت أن تدوّن الذكريات الجميلة حصل ما لم يكن متوقعا.

كالعادة، مثل أي سائح أو سائحة أخرى، بدأت هذه السائحة بالتقاط الصور وتفحصت حسابها على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك". طول الرصيف وهي تحدّق بالهاتف إلى أن… سقطت في المحيط.

ias

لحسن حظّها تمكّنت من أن تعوم على الماء لمدّة 20 دقيقة حتى وصل قارب النجاة لإنقاذها.

التقارير الرسمية عن الحادث، أفادت حينها أنه بعد ما يقارب نصف الساعة في المياه بقيت الهاتف بيد هذه الإمرأة ولم تتخلّ عنه.

لا نعمّم هذه الحادثة إنما القضية هي أنه في معظم الأحيان، يكون تركيزك على الهاتف بدل أن يكون في مكان آخر.

إن استخدام التكنولوجيا الجديدة أمر مسلٍّ جدا لكنه يفوق فهمنا على كيفية تأثير هذه التكنولوجيا علينا في نهاية المطاف، خصوصا إذا كنا نتكلم عن الهواتف المحمولة الذكية.

https://www.youtube.com/watch?v=6Mwpmjf6cwE

> ماذا تقول الدراسات في هذا الشأن؟

دراسة صدرت العام الماضي عن جامعة بريغام يونغ بولاية يوتا الأمريكية تؤكد أن الإنقطاع عن الأمور الحياتية ولو لفترة قصيرة بسبب التكنولوجيا، كلمح رسالة نصية أو إجراء محادثة صغيرة، يمكن أن يسبب صراعا ونتائج سلبية في العلاقة مع الشخص الآخر.

هذا ما يدعى مرض الـ"technoference" وهو غياب التفاعل بين الشريكين بسبب التكنولوجيا، الذي يسبب أعراض الإكتئاب والآثار السلبية النفسية.

مرض آخر يدعى الـ"teckneck" وهو تجعّد فوق عظمة الترقوة التي يسببها الإنحناء المتكرر للرقبة بهدف إلقاء نظرة على شاشة الهاتف المحمول.

كلما تثني رقبتك أكثر كلما زادت المشاكل الصحية. ستحتاج عضلات الرقبة إلى نقطة ستطلب فيها إجراء عملية جراحية كي تتحسّن.

إلى ذلك يدرس الباحثون بجدية هذا الأمر، تحت إسم "PUMP" أي إشكالية استخدام الهواتف النقالة (Problematic Usage of Mobile Phones).

تهدف هذه الدراسة إلى تبيان أوجه التشابه الحقيقية بين الإدمان على تعاطي المخدرات والإفراط في استخدام التكنولوجيا. بذلك، قد يدرج الإفراط هذا كحالة مرضية بشكل رسمي.

> ما هو الحل؟

أولا: لدى الهواتف النقالة خاصة الذكية منها مشغلات مختلفة لا مفر منها. قد يكون هناك أصوات تنبيهات متعددة لتطبيقات مختلفة إلى جانب الإخطارات التي تظهر على الشاشة.

الوسيلة الأساسية للتواصل مع الآخرين هي إلغاء هذه الإخطارات من رسائل وألعاب وغيرها، إلا الخاصة بالرسائل النصية والمكالمات الهاتفية.

ثانيا: بما أن اسمه "الهاتف المحمول" فهو يرافقنا إلى أينما ذهبنا. عملية النقل الدائمة هي المشكلة الثانية بعد الإشعارات.

كانت الهواتف الأرضية قديما تبقى في مكانها. تضطر إلى الجلوس قرب الهاتف نصف ساعة إذا كانت هذه مدة مكالمتك.

واحدة من أفضل الطرق التي تخفض التأثيرات السلبية للهواتف هي أن تجد له مكانا ثابتا. عندما تكون في المنزل ضعه على طاولة معينة أو على رفّ بعيد المنال. في اللحظة التي لا تعطي فيها مكانا لهاتفك ستخرج الأمور عن السيطرة.

ثالثا:

أول 30 دقيقة من يومك مهمة جدا. إذا وجدت نفسك أن تفحص الهاتف بمجرد أن تستيقظ فهذه مشكلة كبيرة.

أول 30 دقيقة يجب أن تؤمن لك راحة البال كي تضع خطة ليوم فعّال. إبدأ يومك بالأمور الصحية كتناول وجبة الفطور وإجراء بعض التمرينات الجسدية عوض استعمال الهاتف.

في النهاية تذكر أننا في المرحلة الأولى من عمر الهواتف الذكية. لم تمرّ عشر سنوات بعد على ظهورها الأول، لذلك تفادي مخاطرها منذ البداية أمر مهم جدا.

تسجّل في نشرة راجل

واكب كل جديد في عالم الساعات والمحركات والتكنولوجيا والرياضة والسفر والأناقة والأموال والصحة وغيرها من العناوين في نشرتنا الأسبوعية