كأن هديل الهشلمون كتبت قصصا يومية لا يعيرها الإعلام اهتماما. لكن الكلفة كانت عالية كي تصل الرسالة. 15 رصاصة في أنحاء جسدها أشعلت غضبا كبيرا. أين هذا الغضب؟ الأكيد أن "فيسبوك" و"تويتر" بيكيانها.

هديل الهشلمون، إبنة الـ18 عاما، من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة وقفت صمودا غير معتاد أمام جنود الإحتلال.
ما نشر من صور من تجمع "شباب ضد الإستيطان" يوحي بشجاعة غير معهودة. على حاجز إسرائيلي في شارع الشهداء طلب الجنود منها إزالة النقاب فرفضت.
ثم حاولوا إجبارها على الخضوع لعمليات تفتيش أن يتدخل رجل من الموجودين بالمكان لدى الجنود وينصحها بالخروج من الحاجز تفاديًا لإذلال الجنود، بحسب وكالة "صفا".

حينما همت الفتاة بالرجوع للخلف والعودة للخروج من الحاجز حاصرها الجنود. سرّبوا أنها حملت سكينا في وجههم. إلا أن الصور تثبت عكس ذلك. وجهوا أفواه البندقيات نحوها وأمطروا جسدها بـ"15 رصاصة".
قصة هديل لم تنته هنا. بقيت تنزف لمدة نصف ساعة ولم تفارق الحياة. تقول السلطة الفلسطينية في بيان أن الإحتلال منع الهلال الأحمر من نقلها. سارع والدها إلى نفي "نبأ استشهادها" قبل أن يصله الخبر اليقين من المستشفى التي نقلت إليه: ماتت هديل.

> من هي هديل الهشلمون؟
بحسب ما توفر من معلومات، عرف عن هديل إلتزامها بتحفيظ القرآن للأطفال في المساجد. إلتحقت بكلية الشريعة بعد أن أنجزت الفرع العلمي في الثانونية العامة بمعدل جيد جدا.
كشف التجمع المذكور أنها في كلّ يوم صباحًا لزيارة عدد من العائلات القاطنة بشارع الشهداء المحاصر، "بعدما بنت شبكة علاقات مع هذه العائلات في إطار التضامن معها ضدّ اعتداءات المستوطنين".

> وتحركت مواقع التواصل
حتى لحظة كتابة هذا الخبر لا تجد إدانة في أي وكالة أنباء رسمية عربية. إذا كنت تريد أن تعرف ما حصل إذهب إلى مكان آخر.
على الفور سارع ناشطو وسائل التواصل الإجتماعي إلى نشر قصة هديل. منهم من أسماها بشهيدة النقاب. كثر آخرون أسموها "فتاة بأمة" للدلالة على تقاعس العرب تجاه فلسطين.
الداعية السعودي عائض القرني كتب عبر حسابه الشخصي على موقع "تويتر" قائلا "اللهم تقبلها شهيدة عندك، واجمعها بآسيا امرأة فرعون في الفردوس الأعلى"، مستخدما هاشتاق "#هديل_الهشلمون_شهيده_النقاب".
" وأصبح لا يُرى في الركب قومي .. وقد عاشوا أئمته سنينا
وآلمني وآلم كل حرٍ .. سؤال الدهر : أين المسلمونا ؟ "
#هديل_الهشلمون_شهيدة_النقاب
— رضوان الأخرس (@rdooan) September 22, 2015
#هديل_الهشلمون_شهيدة_النقاب
اللهم تقبلها شهيدة عندك، واجمعها بآسيا امرأة فرعون في الفردوس الأعلى.
— عائض القرني (@Dr_alqarnee) September 22, 2015
خالد الفراج رأى من جهته أن هديل "ليست شهيدة النقاب فقط. بل شهيدة ما تبقى من العزة والكرامة". ثم تابع متحدثا عن الشهداء "خذلناهم".
حساب "@7ayzoom1" كتب "حين رأيت ما جرى لـ #هديل_الهشلمون_شهيدة_النقاب حق أن أقول والله لباطن الأرض خير لنا من ظاهرها. هديل الهشلمون بأمّة".
أما حساب "@FadheL_Bn_TheeB" فكان رأيه الأقرب إلى الحقيقة المرة "تعاطف .. مشاعر .. ضعفٌ مُخجل .. وقتٌ حرج." هياطٍ "مؤقت .. ثُم تُنسى" هديل.
إقرأ أيضا: صرخ "الله أكبر".. وبدأ بضربها لأنها مسلمة!