لم يعد الوضع يحتمل. أطباء بشهادات يفتخرون بنيلها ما زالوا عاطلين عن العمل. كل الطرق أقفلت في وجههم وما من سبيل لتأمين لقمة العيش. فكانت الصرخة الإحتجاجية الأقوى إنتشارا.
مهنا سعود العنزي، طبيب أسنان في المملكة العربية السعودية لم يعد يتحمل المعاناة. منذ أكثر من عامين على نيله الشهادة لم يعثر على عمل لا في الخدمة المدنية ولا حتى في وزارة الصحة.
"كل سنة تمر تحترق الكفاءة فيها وأنا أحترق معها" تنقل صحيفة "الحياة" عنه. وصل وضعه المادي إلى مرحلة سيئة جدا فيقول "أنا أب لطفل وخائف جدًا من قدوم رمضان من دون أن أستطيع توفير الإفطار لأهلي، وفي العيد لا أستطيع أن أشتري ثوبًا لطفلي".
أمام هذا الواقع المرير وفي بلد تنثر فيه أكياس البن إكراما للضيف، لم يجد هذا الطبيب سبيلا لإسماع صوته إلا أن يحرق الشهادة التي حصل عليها أمام مبنى وزارة الخدمة المدنية ويسجل فعلته ويضعها في أشرطة عبر حسابه على موقع "تويتر".
لم يفعل هذه الخطوة في الهواء بحسب ما اتهمه البعض (هو ليس ممن يغسلون أيديهم بدهن العود)، وقال أن "إحراق الشهادات" أمر لا ينفع، لا بل أن العنزي خففّ من طموحه وقبل وظيفة بشهادته الثانوية على أن يبقى جالسا في البيت.
كذلك كتب عبر "تويتر" أن "إحراقي للشهادة هو أسلوب احتجاج شديد اللهجة، أيام قليلة تفصل طبيب عن البطالة للسنة الثانية اغترب سبع سنوات لدراسة أصعب علوم الأرض ليكون عاطلا".
أما المشكلة الأساسية بحسب ما يروي فهي توظيف الأجانب والتخلي عن المواطنين، إذ طُلب مؤخرا 3 أطباء مواطنين من أصل 600 فكانت النتيجة "أن أقوم بحرق الشهادة قبل أن تحرقني".
هذا وأكدت وزارة الخدمة المدنية على لسان المتحدث الرسمي باسمها حمد المنيف أن الوزارة تعتمد "نظام جدارة" للوظائف لا علاقة له بالعدد والنوعية والمقر.
كما كشف المنيف أن الوزاة تحث الجهات الحكومية على "تسجيل احتياجها الوظيفي في نظام احتياج ليتم إدراجه في خطة الإعلانات الوظيفية التي تعلنها الوزارة".
كما تفاعل عدد كبير من مستخدمي "تويتر" مع الطبيب وأنشأوا أكثر من هاشتاق للتعبير عن رأيهم بحالته وكانت أغلبيتها مستنكرة لما فعله!
#حمله_احراق_الشهادات
— ملاك (@malak_bagazi) May 16, 2016
يعني انا اكرف ١٢ سنه و٤ سنوات بالجامعة وضيم وقرف واخرتها احرق مجهودي وتعبي !! pic.twitter.com/ZEKWzfnNTv
#طبيب_يحرق_شهادته | بغض النظر عن طريقة الاحتجاج! السؤال: ليه تخلون الناس تدرس وانتم ما تقدرون توظفونهم !!!! https://t.co/WC16SeudRL
— بسام الدخيل (@Bassam_13) May 15, 2016
حين تخرجت مع شهادة الباكلوريوس وكنت من المتفوقات ع الدفعة لم تكن هناك وظائف فعملت عاما معلمة بمدرسة خاصة براتب1800ريال#حمله_احراق_الشهادات
— حليمة مظفر (@halimamuthffar) May 16, 2016
#طبيب_يحرق_شهادته
— عبدالله الشهري#تطوع (@abdulla_446) May 15, 2016
اتمنى رسالته توصل للمسؤولين لدينا أكثر من ١٠ مليون وافد !!!
معقوله ما فيه منها وظائف تناسبهم !https://t.co/lgTLzG5TjG