نعتاد في الكثير من الأوقات على القيام ببعض التصرّفات بطريقة لا إدراكية أو واعية!
الانسان بطبيعته، كائنٌ يخشى الخطر ويخاف على نفسه من الأخطار الخارجية التي قد تهدّد سلامته. هو مستعدّ للقيام بأي شيء وذلك ليحمي صحّته وجسده من أي ضرر قد يلحق به، مثلاً عند التعرّض لأي حروقٍ يسارع الى وضع معجون الاسنان لتهدئة الآلام.
فهل صادف يوماً ان أقفلت باب السيارة على إصبعك او حتى ضربته بالمطرقة عن طريق الخطأ ووضعته في فمك بسرعة؟ فما السرّ وراء هذا التصرّف اللاإرادي الذي نقوم به؟
في العام 1965، قدّم الباحثان باتريك وول ورونالد ميلزاك دراسة تقول ان الشعور بالألم بعد هذا النوع من الحوادث يكون بسبب المحفزات المرتبطة بالألياف العصبية. بمجرّد ان تضع إصبعك المتضرّر في فمك وتقوم بعملية الشدّ، تخفّ تلقائياً عملية إرسال الإشارات التي تعمل على تنشيط تلك الألياف ما يقلّل مباشرة من الشعور بالألم.
الأمر لا يقتصر فقط على ضربة المطرقة بل على جرحٍ نتج عنه نزيف: بهذه الطريقة يقوم الانسان بتحفيز الخلايا العصبية على نقل إشارات الى الدماغ وتوصيلها وذلك من أجل إيقاف الخلايا العصبية التي تسبّب الشعور بالألم.
من جهة ثانية، تنظيف الجرح باللعاب الموجود في الفم لا يحبّذه الأطباء كثيراً ولكنه قد يفيد في قتل بعض الميكروبات الصغيرة التي علقت في جرحك وقد تسبّب لك مضاعفات سلبية مع الوقت.
