جعلها تموت "حفاظا على شرفها". رفض أن يمسها رجال الإنقاذ وهي تصرخ من بعيد طالبة النجدة. إنها ليست إمرأة لا يعرفها (وحتى لو) بل هي ابنته!

حادثة هزت إمارة دبيفي اليومين الماضيين وتناولتها وسائل الإعلام العربية والعالمية لكن السلطات تعاملت معها بكل حزم.
القصة هي أن رجلا آسيويا منع رجال الإنقاذ من انتشال ابنته التي كانت تغرق في البحر خوفا على شرفها فما لبث أن توفيت.
حصلت هذه الفاجعة في أحد شواطئ دبي لم يعرف إسمه. إلا أن الضابط شرطة دبي أحمد بورقيبة صرح لصحيفة "إميريتس 24/7" مؤخرا: "أخذ الأب الآسيوي زوجته وأطفاله إلى الشاطئ للنزهة والمتعة. كان الأطفال يسبحون وفجأة بدأت الفتاة البالغة من العمر 20 عاما بالغرق وصرخت طالبة المساعدة".

إثنان من رجال الإنفاذ كانوا على الشاطئ وهرعا لمساعدة الفتاة إلا أن هناك حاجزا وقف لهم بالمرصاد ألا وهو أبوها.
يروي بورقيبة أن هذا الرجل كان يعتقد أنه "إذا لمس هؤلاء الرجال ابنته فهذا عار عليها". تصرف بهذه الطريقة لإنقاذ شرف ابنته ولأنه "يفضل موتها غرقا على أن يمسها رجل غريب" يتابع الكولونيل في شرطة دبي.
كما يشير إلى ان الوالد "كان طويلا ذا بنية قوية وحصل عراك عنيف بينه وبين رجال الإنقاذ".
بإبداء أسف شديد يقول بورقيبة "غرقت. توفيت للأسف في الوقت الذي كان لديها فرصة للعيش خصوصا أن رجال الإنقاذ كانوا قريبين منها وقادرين على سحبها من المياه".
اعتقل الرجل فورا وختم الكولونيل بالإشارة إلى أنه "واحد من الحوادث التي لا أستطيع أن أنساها أبدا".
يذكر أن الحادثة قديمة وكان الكولونيل يسرد بعضا من أسوأ الحوادث التي واجهها في فترة ولايته.

> ما هو الحل المقترح؟
مدير المخاطر في "مجموعة فنادق إنتركونتيننتال – دبي فستيفال سيتي" وسيم أحمد قال لموقع "hoteliermiddleeast" أن العنصر الحاسم في الأمان على الشواطئ هو فهم الحساسيات المرتبطة بثقافة السكان المحليين والمغتربين.
كما أشار إلى أن على "المنظمات والحكومات أن توظف منقذات أناث للتعامل مع الفتيات في معظم الحالات ومن المهم أيضا أن تخلق وعيا لدى المجتمه بأن دور هذا الحارس هو لإنقاذ الحياة مثل الطبيب".
أضاف "يجب إقناع المجتمع أنه إذا لم تتواجد منقذات إناث على الذكور التصرف وإلا نخاطر بفقدان حياة الإنسان" ما يعني أن المزيد من الفتيات سيمتن إذا لم تتخذ هذه الإجراءات فورا.