كثيرا ما نلجأ إلى مشاهدة أفلام القتال ونتلذذ بالضربات التي يوجهها الخصوم إلا أننا بتنا مع الوقت نشمئز من ضربة تفوق الخيال العلمي أو رمية سلاح تصيب الهدف بطريقة لا تصدق. لكن عندما نتكلم عن الـ"ساموراي" الدقة هي درس وفنّ مبهرين.
من المعلوم أن الساموراي هو لقب يطلق على المحاربين القدماء في اليابان خلال عهودها الإقطاعية. كانوا من أقوى المقاتلين الذين يتقنون فنونا عدة. سابقا كانوا يتقلدون سيفين مع غطاء خاص على رؤوسهم.
إحدى هذه الفنون يدعى "فن الإيايدو" ومن يمارسه معروف بدقة استعمال السيف بدءا من سحبه من الغمد ثم ضرب أو تقطيع الخصم. بعدها يزيل الدم من السيف ويردّه بطريقة متقنة إلى غمده.
مؤخرا نشر فيديو على موقع "يوتيوب" يظهر مقاتل "الساموراي" الشهير إيساو ماتشي الحديث يتفنن بتقطيع الأهداف بدقة لامتناهية، ولو أن الشريط صُوّر بهدف تجاري.
ماتشي مدرس في "الإيايدو". يقال عنه رجل أسطوري قادر على إصابة و قطع أي شيء بسيفه من المنتصف حتى لو أطلق نحوه بسرعة 700 كيلومتر، حيث قام عدّة مرات بقطع طلقات موجهة بواسطة مسدس دون أن يُخطئها و لو حتى مرة واحدة.
ليس ذلك فقط فقد نال هذا الرجل رقما قياسيا من موسوعة "جينيس" العالمية إحداها عن تقطيع كرة تنس بلغت سرعتها 708 كلم/ساعة!
في الفيديو الجديد، يظهر ماتشي وهو يرصد هدفه بنية جرمية كبيرة ولكن بهدوء غير معتاد في الوقت عينه، ويبدأ بتقطيع الهدف الأول.
أما في لقطة ثانية، فالهدف هو ثمرة الليمون. تقذف صوبه قبل أن ينظر إليها بدقة لامتناهية وتصبح قطعتين.
مع كل هدف يصبح هذا المبدع أسرع في ردات فعله، ولا ينسى بين ضربة وأخرى أن يسحب السيف ويعيده إلى غمده غير آبه بالمجهود الإضافي.
كيف لا ومن المعروف أن هذا الفن يبني – عبر التدريبات المكثفة – مقاتلا متناغما روحيا، يمتلك ذكاء هائلا إضافة إلى إرادته الحازمة وحساسيته العالية.
