رغم مرور أكثر من 73 عاماً على قصة القنبلة الذرية التي ألفيت في هيروشيما يتساءل البعض من كان وراء ما حصل، ومن هو هذا الذي قام بإلقاء أول قنبلة ذرية في العالم، ليصبح الشخص الذي يعتبر أكبر قاتل في التاريخ بعد أن حصد أرواح 140 ألف نسمة بضربة واحدة؟

إنه بول تيبيتس، الطيار الذي ألقى أول قنبلة ذرية عل مدينة هيروشيما، من على متن طائرة أطلق عليها إسم "إينولا جاي" على إسم والدته وكان ذلك في 6 أغسطس 1945.
كان العقيد في سلاح الجو الأمريكي "بول تيبيتس" واحداً من أهم الطيارين في الجيش الأمريكي ولكنه في الوقت نفسه أحد أبرز السفاحين، فقد ألقى هذا الرجل قنبلة ذرية تحتوي على 60 كيلوغراماً من مادة اليورانيوم – 235 على مدينة جعل منها بلمح البصر ركاماً.

في 6 أغسطس 1945 إنطلقت طائرة بول تيبيتس لتضرب هيروشيما بعد أن رأى الجيش الأمريكي أن الظرف والطقس مؤاتياً للقيام بالعملية فانطلق طائرة تيبيتس ومعها طائرتين صغيرتين فاكتشفتها أجهزة الإنذار اليابانية ولكن رأى الجيش الباياني لم يكترث لهذه الطيارات الثلاثة كون عددها قليل معبراً أنها لن تستطيع القيام بأي شيء، ولكن هنا كانت الكارثة.
وصل تيبيتس فوق هيروشيما بعد أن تهرب من الدفاعات اليابانية، في الساعة الثامنة والربع صباحاً ألقى القنبلة الذرية من طائرته التي كانت من نوع "بي 29" فانفجرت على إرتفاع 600 متراً وانتشر غبارها ودخانها على مساحة 1.6 كيلومتراً أما النيران فامتدت في محيط 11.4 كيلومتراً مما أودى بحياة حوالي 66 ألف شخص على الفور وإصابة 69 ألف آخرين بجروح وحروق بالغة سببت موتهم خلال ساعات قليلة.

إستطاع تيبيتس أن يفر محققاً هدفه، ولكن الغريب في الامر أنه لم يشعر يوماً بالذنب بأنه قتل 140 ألف شخص غالبيتهم من المدنيين وكان كلما سؤل عن الموضوع يبرر بأنه كان يتلقى أوامراً فقط كما أنه لو لم يقم بذلك لما توقفت الحرب وبالتالي كان سيموت أكثر من هؤلاء بسبب المعارك.
توفي بول تيبيتس عام 2007 عن عمر يناهز الـ92 عاماً وقد قال قبل وقاته بأنه لا يمانع أن يلقى القنبلة مرة أخرى فهو كان ينفذ الأوامر، ما يؤكد أنه لم يشعر يوماً بان ما فعله كان خطأ لا يغتفر، على عكس طيارين كثيرين من زملائه الذين عاشوا ذنباً لا يوصف فمنهم من إنتحر ومنهم من أصيب بالجنون.
إقرأ أيضاً: بالفيديو… أشخاص ارتكبوا فظائع لن ينساها التاريخ!