يشهد المسجد الحرام يومياً الكثير من الحالات الإنسانية التي تستحقّ ان يحني الانسان رأسه لها!

في شهر رمضان المبارك، عمل الخير لا وقت له او حتى لا شروط له: فأنت تجد نفسك متعاطفاً مع اي وضعٍ إنساني مؤثّر وتلاحظ أنه في داخلك شيءٌ عجيب وسرّي يدفعك الى المساعدة والعطف.
يتهافت المعتمرون مع بداية شهر رمضان المبارك لتأدية مناسك الحجّ والعمرة: وهذا ما يجعلهم عرضةً للكثير من الحوادث جرّاء هذا الحشد البشري الكبير. قصّة مؤثّرة جدّاً شهدتها أرض الحرم المكّي، كان لا بدّ ان نتشاركها معكم.
عبدالله، هو من أحد الحجّاج الذين توجّهوا الى مكّة المكرّمة في هذا الشهر الفضيل. هذا المعتمر، فقد نظره لكنه بقي مصرّاً على الذهاب لكن ما حصل معه هناك هو لأمرٌ مفاجئ ونادر فعلاً. أثناء تأديته للمناسك، فقد عبدالله حذاؤه ورفاقه الذين كانوا معه وظلّ وحيداً.

لكن القدر شاء ان يجمعه مع أحد الشباب المتطوّعين في برنامج "شباب مكّة في خدمتك" الذين يعملون على إرشاد المعتمرين التائهين في المسجد الحرام. التقى الشابّ سلطان محمد إقبال بهذا المعتمر الكفيف الذي كان يبكي ومتعباً جدّاً وحاول ان يساعده ليرشده من جديد الى مقرّ سكنه وأصدقائه مع العلم أنه لا يتقن اللغة العربية.
بعد محاولات عدّة، تمكّن هذا الشابّ المتطوّع ان يهدي عبدالله الى مكان إقامته وتهدئة روعه والتأكّد أنه بات بأمان خاصّة أن وضعه الصحّي لا يسمح له بالتجوّل وحيداً وسط هذا الحشد والتدافع البشري الكثيف.

برنامج "شباب مكة في خدمتك" يشبه تماماً كشّاف شباب مكة المتطوّعين: هذه المجموعة تمكّنت حتى اليوم من إرشاد أكثر من 92726 شخصا كان تائهاً في المسجد الحرام.