أثار كاتب سعودي الجدل في المملكة العربية السعودية وبين العرب بأن طالب بتقليص عدد المساجد مقابل إكثار عدد المصلين، داعيا إلى إنهاء "سلطة الميكروفون" على المنابر، فما كان من السلطات إلا أن أحالته بعد ساعات إلى التحقيق.

شكل الكاتب السعودي محمد السحيمي، صدمة كبيرة للعديد من متابعي قناة "إم.بي.سي" عندما هاجم بشدة تيار الصحوة داخل المملكة، وتحدثه بنبرة جرئية على موضوع جدلي لم نعتاد عليه في المملكة العربية السعودية.
القصة منذ البداية هي أنه تم تداول فيديو قبل أيام للعلامة إبن عثيمين فيه فتوى تمنع رفع الصلاة بمكبرات الصوت على المنارة لأن فيه "أذية" للمساجد والبيوت. في هذا الفتوى يقول العلامة الراحل "إن الإمام يصلي لمن خلفه في المسجد، فلا فائدة في نقل الصلاة عبر الميكروفونات لمن هم في الخارج، وقد خرج النبي عليه الصلاة والسلام على أصحابه وهم يجهرون بالصلاة فقال لهم: لايؤذينّ بعضكم بعضا في القراءة".
بعدها، أطل السحيمي عبر القناة السعودية التي تتخذ من دبي مقرا لها، شارحا أنه في عام 2009 منعت وزارة الشؤون الإسلامية التي لديها سلطة على المساجد استعمال الميكروفونات لكن القرار لم يطبق، بسبب ما أسماه "أجندة التشدد والتخويف" لدى تيار "الصحوة" في المملكة.
الكاتب الصحفي محمد السحيمي يعلق على موضوع "منع نقل الصلاة على المآذن"#نشرة_التاسعة pic.twitter.com/0SNabK2GLM
— MBC أخبار (@MBC24News) February 18, 2018
وأضاف عن صوت الآذان قائلا "يزعج هذا الصوت الأطفال والمصلين عبر رفع أذان من جهة وأذان آخر من جهة أخرى بشكل مرعب يثير الفزع في الناس"، داعيا في الوقت عينه إلى تقليص عدد المساجد "الضرار" كما أسماها لأن الأئمة يتذمرون من قلة الناس. وقال "الرسول صلى الله عليه وسلم هدم مسجدا في عهده بعدما أثر على مسجد قباء في المدينة المنورة".
مهاجمة "سلطة الميكروفون"، و"تسرطن تيار الصحوة في كل مجالات الحياة عندنا وفي كل الجهات الرسمية وغير الرسمية" كما قال السحيمي، لم يعجب الكثير من المغردين الذين ردوا أن صوت المؤذنين إنما يبعث الأمان والسلام
#السحيمي_يطالب_باغلاق_المساجد
— عبد الله القاضي (@AbdullahAlkadi2) February 19, 2018
اذا كان الأذان يؤذيك ياسحيمي حاول تشوف سكن بعيد عن المسجد حتى ترتاح من صوت الأذان ، مع ان صوت الأذان دائما يبعث رساله اطمئنان وأمان في اليوم خمس مرات .
استغفر الله واتوب اليه .. زمن يخوف وربي .. صوت الاذان يخوف بس الأغاني تطور .. فيه يوم حساب وكل واحد يتحاسب بإللي سواه و إللي تسبب فيه وبإذن الله ان الليبرالي السحيمي يكون خالد مخلد بنار جهنم .. يارب رحمتك #السحيمي_يطالب_باغلاق_المساجد pic.twitter.com/byV3e87GI1
— يَزيد العَمري✨ (@Y_Alamri96) February 19, 2018
كذلك أعيد تداول فيديو لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عندما أعلن خلال "مبادرة مستقبل الاستثمار" عن نيته تدمير تيار التطرف في المملكة.
محمد بن سلمان صرح بالصوت والصورة سندمر الصحوة فورا وبالفعل راينا الأفعال الغاء هيئة الامر بالمعروف استبدالها بالترفية سمح بالاختلاط ظهر لنا امور لم نكون نتخليها تظهر في ارض منبع الاسلام ارض الحرمين 🤔
— اخت الجميع👩🏻⚖️🇸🇦 (@aaaa35429) February 19, 2018
pic.twitter.com/1L7ty3eNyH
#السحيمي_يطالب_باغلاق_المساجد
أما السحيمي، فلم يأبه حتى اللحظة لكل الإنتقادات بل صرح لصحيفة "سبق" المحلية أنه مارس حقه في التعبير. واستشهد بقول الفرزدق: "نحن نقول، وهم يتقولون، وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح".
#السحيمي_يطالب_باغلاق_المساجد أختلفُ معه في كلامه ولا أتفق أيضًا مع أسلوبه؛ ولكنه لم يطالب بإغلاق المساجد. فتوقفوا عن الكذب والافتراء على الناس. هذا الافتراء والتحريض المبني عليه، هو الخطر الحقيقي الكبير الذي يجب على الدولة مواجهته بصرامة في عهد الحزم وسن قوانين قوية لردع أصحابه
— وائل القاسم (@WAEL_ALGASSIM) February 19, 2018
#السحيمي_يطالب_باغلاق_المساجد
— m (@m15m50) February 19, 2018
اعلن تبرعي بعشرين الف ريال للمساهمة في بناء مسجد بنفس الحي الذي يسكنه هذا المسكين بشرط يكون قرب بيته
> **تحديث للخبر**
وبعد هذا الجدل الكبير، أعلنت وزارة الثقافة والإعلام عبر حسابها على موقع "تويتر" إيقاف السحيمي وإحالته للتحقيق أمام لجنة النظر في ضبط المخالفات الإعلامية في وزارة الثقافة والإعلام.
وقبلها كانت قد أفادت "سبق" عن مصادر مطلعة اتخاذ الجهات المختصة أنه تم منع الكاتب "من الكتابة والظهور الإعلامي".
إيقاف الكاتب محمد السحيمي وإحالته للتحقيق أمام لجنة النظر في ضبط المخالفات الإعلامية في وزارة الثقافة والإعلام.
— وزارة الثقافة والإعلام (@moci_ksa) February 19, 2018