كان هناك شخص يتجول في حديقة ريفرسايد الأربعاء الفائت، حين وجد شيئا غريبا على ضفة النهر، فاتصل بالشرطة فورا.

هناك، وجدت الشرطة جثتي شابتين مرتبطتين ببعضهما بشريط لاصق في الخصرين والكاحلين على شاطئ نهر هدسون بنيويورك. أجسادهما لا تحمل أي علامات اعتداء. بدأ الغموض منذ بداية القصة حتى قبل التعرف على هويتهما. إنها أزمة جديدة تطال المبتعثين العرب في أمريكا.
حتى يوم الجمعة، حتى كشفت الشركة أنهما فتاتان سعوديتان. إنهما روتانا فارع (22 عاما) وشقيقتها تالا (16 عاماً). لكن ما زال اللغز مستمرا إذ كيف أتت فتاتان من مدينة فيرفاكس حيث تقطنان إلى نهر يبعد مسافة 250 ميلا.
الفرضية الأولى كانت الإنتحار بالقفز من الجسر لكنها لم تكن الفرضية الوحيدة. وضعت فرضية القتل على الطاولة. كل شيء حتى هذه اللحظة بانتظار الطب الشرعي.

إلا أن دلائل أخرى بدأت بالظهور. يقال أنهما كانتا تعيشان في فيرفاكس قبل الموت لكن هذه النقطة أيضا غير واضحة، إذ رفضت شرطة المقاطعة تقديم أي معلومات حول حياتها متمسكة مستشهدة بقانون يحظر مشاركة أي معلومات تساعد في التعرف على الضحايا تحت سن 18 عامًا.
تبين أولا بحسب التحقيقات أن لديهما تاريخ حافل بفقدانهما، وقد طلبا مؤخرا اللجوء إلى الولايات المتحدة، كما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز".
من جهتها، كشفت صحيفة "أراب نيوز" المحلية الناطقة بالإنجليزية أن روتانا كانت تعيش في نيويورك بينما بقيت أمها وشقيقتها الصغرى في ولاية فيرجينيا.
وقالت الصحيفة إن الأم كانت قد أبلغت عن وجود فقدات الأخت الصغيرة تالا منذ شهرين، ثم ألغت البحث عندما اكتشفت أن الفتاة كانت تزور أختها الكبرى. وفي آخر أغسطس الفائت، أُبلغ سلطات فيرفاكس عن فقدان تالا مرة أخرى فوزعت الشرطة ملصق شخص مفقود على الإنترنت. وقال الملصق أنها قد تكون مع شقيقتها روتانا.
صحيفة "مكة" المحلية كان لها رواية مغايرة. تقول الرواية أن السلطات الأمريكية تسلمت البنتين قبل نحو 6 أشهر من العثور على جثتيهما في النهر، "وكانت ترفض السماح لوالديهما بمعرفة مكانهما أو التواصل معهما، وفي 24 أغسطس – قبل نحو شهرين – أعلنت سلطات مدينة فيرفاكس في فرجينيا اختفاء البنتين وطلبت ممن يملك معلومات عن مكان وجودهما الإبلاغ عنهما".
وكشفت مصادر للصحيفة أن الفتاتين أبعدتا عن ذويهما بعد أن حكمت محكمة أمريكية بذلك إثر "تصرفهما الغريب وخوفهما من والديهما اللذين قررا علاجهما في أحد المستشفيات الذي أبلغ السلطات المحلية فرفعت الأمر للمحكمة التي حكمت بإبعاد البنتين عن ذويهما موقتا". حتى الآن، هذه هي التفاصيل وما زالت الكثير منها مخفية، علما أن الوالد سافر إلى الولايات المتحدة فور تلقيه خبر العثور على ابنتيه، وكان قبل ذلك دائم التواصل مع والدتهما، ولا سيما منذ إبعاد السلطات الأمريكية ابنتيه عنها، وعدم إبلاغها لهم عن مكانهما.
The Consulate General is following closely with local authorities the investigation of the two Saudi citizens found in the Hudson river.
— القنصلية العامة في نيويورك (@KSAconsulateNY) October 29, 2018
تتابع القنصلية العامة مع السلطات المحلية تفاصيل حادثة قضية المواطنتين السعوديتين اللتين عثر عليهما في نهر هدسون.