يسافر الإنسان لبلاد الإغتراب بحثاً عن لقمة العيش، غير آبهٍ أحياناً بما قد يحصل له بعيداً عن أسرته، فيجد نفسه وحيداً وتمرّ سنة تلو الأخرة، فيعتاد على الاتكال على نفسه، ولكن يأتيه يوماً يحتاج به لمن يكون بجانبه وهذا ما حصل مع هذا الشاب الهندي.

بعد قطيعة دامت أكثر من 20 عاماً، لم ير بها أهله ولم يتصل بهم حتى، شاءت الظروف أن يتعرض هذا الشاب لحادثة تجمع بأهله، في قصة مؤثرة فعلاً حصلت مع رجل هندي يدعى محمد شمس الدين يعمل في السعودية.
وبحسب ما نقلته صحيفة "Saudi Gazette"، تعرض هذا الرجل لنزيف في الدماغ أدخله في غيبوبة لمدة عامٍ كاملٍ وبما أنه لم يتواصل مع أهله منذ زمن كانت مهمة الإتصال بهم لإخبارهم عن وضع إبنهم صعبة جدّاً خاصةً وأن الرجل البالغ من العمر 43 عاماً يعمل في السعودية بشكل غير قانوني.
بعد عامٍ من الغيبوبة اودادت حالة محمد شمس الدين سوءاً حيث أصبح يرقد في سريره عاجزاً عن الكلام، يتناول الطعام بالأنبوب ولا يستطيع أن يعبر عن أي شيء سوى من خلال حركة عيونه.

في ظل هذه الظروف السيئة، كانت مهمة الوصول لأحد أقربائه شاقة جداً ولكن وبعد أن تم نشر صورة له إستطاع أقرائه التعرف عليه وبالتالي وصلوا إليه بعد معاناة مع العلم أن أخاه يعمل سائقاً خاصاً في السعودية ولكنه لم يلتق بمحمد أبداً رغم محاولاتٍ عدة.
أكدت بعض المصادر أن عائلة محمد حاولت نقله إلى الهند ولكن الأمور كانت صعبة من الناحية المادية كون نقله يستدعي رعاية خاصة تبلغ تكلفتها حوالي 20 ألف ريال سعودي، إضافة إلى أن الوضع القانوني لمحمد كان سيئاً فقد كان لديه دعوى قضائية مقدمة ضده لعدم تسديد مستحقات إيجار سيارة، ولكن صاحب الشركة سحب الدعوى بعد أن عرف بقصته وتنازل عن المبلغ المستحق.
بعد تسوية مضع محمد القانوني لجأت عائلته للسفارة الهندي في المملكة لتساعدهم بالمبلغ المطلوب لنقله وبالفعل قدمت السفارة المساعدة اللازمة ونقل الرجل إلى بلاده.
تجدر الإشارة بأن محمد شمس الدين من سكان منطقة إسمها راجانا سيريلا الواقعة في ولاية تيلانجانا الهندية، وكان يعاني من وضع مادي صعب لذلك لجأ للعمل في المملكة العربية السعودية، ولم يستطع زيارة بلاده منذ تلك الوقت حتى أنه لم يستطع حضور جنازات والديه.
إقرأ أيضاً: العامل الذي أصبح مليونيرا.. قصة هندي جنى مليون درهم في دبي!