أصبحت الحياة اليومية للناس معرضاً من الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الانترنت.
صفحات الانترنت إذاً باتت منبراً اومجالاً لتسويق الأفكار والمنتجات على حساب المصلحة العامّة والشخصية. فكلّ من أراد التعبير عن رأيه او حتى إثبات موقفٍ، سارع بتحميل صورة او تنزيل مقطع فيديو ليتمّ تداوله ويصبح من خانة الفيديوهات الأكثر مشاهدة على الانترنت.
هذه المرّة اختلفت القصّة والسيناريو تماماً: الناس فقدوا الحسّ الانساني والمشاعر والأحاسيس واستغلّوا نقاط ضعف الانسان ولونه وجنسيته للترويج عن ما يملكون.
يتشر اليوم على كلّ صفحات الانترنت فيديو يوثّق لحظة وقوع خادمة من الجنسية الأثيوبية في منطقة صباح السالم في مدينة الكويت من الطابق السابع. في الفيديو، تظهر لنا الخدّامة وهي تمسك بطرف الشبّاك بيدٍ واحدة فيما يدها الأخير متدلّية الى الأسفل وتناشد ربّة المنزل وتصرخ لها:"أمسكيني أمسكيني".
ربّة المنزل، التي كانت تحمل بيدها هاتفها وتصوّر لحظات وقوع الخادمة البالغة من العمر 24 عاماً فقطمن شرفة منزلها لم تمدّ لها يد العون بل بالعكس كانت تبتعد عنها وتقول لها "تعالي". الخادمة، على ما يبدو لم تستطع التحمّل كثيراً فسقطت من أعلى الشرفة ووقعت أرضاً.
لكن المفاجأة الكبرى كانت، عند وصول فرق الإسعاف والإنقاذ لرفعها عن الأرض وإذ بها سليمة ولم تتعرّض سوى لبعض الكسور في ذراعها وقدمها.
بعد استكمال التحقيقات الّلازمة، تبيّن ان هذه الخادمة كانت تنوي الانتحار لأنها لا تريد العمل في هذا المنزل، فقامت صاحبة المنزل بإغلاق باب الشقة عليها ما دعاها الى الهروب من شرفة المنزل.
هذا وقد انتشر هاشتاق #سقوط_الاثيوبية على تويتر، حيث عبّر المغرّدين عن موقفهم تجاه هذه الحادثة بالكثير من كلمات الانسانية والتعاطف والهجوم على تصرّف المخدومة.
