هناك سياسة قد تكون ثابتة لدى شركات التكنولوجيا وهي إصلاح أي خلل بأسرع طريقة ومنعه من أن يعرقل نجاح المنتج الجديد.
نسمع الكثير عن سحب ملايين السيارات من الأسواق حول العالم بسبب أعطال قد تكون قاتلة وقد تكون ثانوية في الوقت عينه، لكن نسمع القليل عن سحب هواتف بأكملها من الأسواق لخطأ تقني معيّن.
"آبل"، كغيرها من الشركات المصنّعة حول العالم، شهدت على العديد من الأخطاء في هواتفها إن كان داخل الأنظمة أو أخطاء أخرى ولو أنها أصبحت العلامة الأكثر قيمة في العالم حاليا.
عام 2010 وتحديدا في شهر تموز، شهدت الشركة أكبر الفضائح في تاريخها وهي "فضيحة الهوائي" الخاص بهواتف "آيفون 4" الذي يقطع المكالمات بسبب ضعف الإشارة.
في 16 تموز انتشر خبر سحب الهواتف من السوق كالنار في الهشيم ولم يبق موقع إلكتروني إلا وتوقع أن تقدم الشركة على هذه الخطوة. ستيف جوبز كان على قيد الحياة للتذكير فقط.
إلا أن "آبل" لم تفعلها بسبب ما شرحت عنه تقارير حينها أن كلفة السحب عالية. عوضا عن ذلك، واجهت دعاوى قضائية لم تحلّ مع المحكمة إلا عام 2012. وكان الحل هو الحصول على شيك بقيمة 15 دولارا من آبل أو الحصول على حافظة مجانية للهاتف. وكان بإمكان المتضررين حينها طلب التعويض عبر موقع www.iPhone4Settlement.com.
صيف عام 2014، هزّت فضيحة أخرى شركة "آبل" وهي الانحناء في هيكلية هاتفي "آيفون 6" و"آيفون 6 بلاس" خصوصا داخل الجيب. لم تبق الشركة الأمريكية على الحياد لكنها عالجت الخطوة بصمت بتقوية المواد الخام الخاصة به، ولم تقدم على سحب أي من هواتفها من السوق.
في المقابل، هناك أخطاء لم تستطع التغاضي عنها. ففي حزيران من العام نفسه سحبت ملايين الشواحن في 37 بلدا بسبب ارتفاع في درجة حرارتها ما قد يؤثر على سلامة المستخدمين.
وفي أواخر آب 2014 استبدلت بعض بطاريات هاتف "آيفون 5" التي كانت تعاني من مشكلة الشحن سريعا. هذه الهواتف كان قد بيعت بين عام 2012 وعام 2013.
أوائل الشهر الجاري سحبب "آبل" سماعات "Pill XL" لأنها وجدت عيبا في تصنيع البطاريات يتسبب في ارتفاع درجة حرارتها بشكل كبير مما قد يؤدي إلى اشتعالها بشكل مفاجئ عند التشغيل، علما أن هذه السماعات تحمل العلامة التجارية لشركة Beats.
في الواقع إن عملية سحب الهواتف قرار صعب جدا، ليس فقط لأنه يكلف الشركة ملايين الدولارات، بل الأهم هو سمعتها امام منافسيها خصوصا "سامسونج" التي تشهد أعلى نسب المبيعات.
