أراد ان يصل الى الحج: فكان له ما حلم به منذ سنين الطفولة الأولى!
أبو بكر كونتي، حلم ان يذهب الى الحجّ مذ كان عمره 13 عاماً، فاستطاع ان يحقّق ما يريد على الرغم من الصعوبات والمشقّات التي مرّ بها.
انطلقت رحلته عندما كان عمره 14 عاماً بين عامي 1989-1990 حيث ترك بلاده السنغال وقطع الكثير من الدّول وعمل بالسخرة كي يجمع المال وما يكفيه لكي ينتقل من بلدٍ الى آخر. الهدف من الرحلة كان من اجل العلم ومن اجل الوصول الى بيت الله الحرام علماً انه كان فقيراً وعاجزاً مادّياً من تحقيق حلمه.
الانطلاقة كانت من السنغال الى كوناكري العاصمة الغينية حيث استقرّ لمدّة سنتين عمل فيها في مدارس لتحفيظ القرآن للأطفال. النقطة الثانية، كانت في ساحل العاج حيث مكث هناك برفقة ابن خاله موسى وعملا معاً في إحدى الشركات لتصنيع الشبشب. ركوباً على الإبل في ظروف صعبة وفقرٍ، انتقلا الى مدنٍ عدّة حيث لم يكن بحوزتهما لقمة طعام او القليل من الماء.
من تشاد حيث عمل طيلة شهر رمضان في نقل الماء على عربةٍ خشبية وعاش تهديد الشرطة له التي كانت تنوي القبض عليهما ركبا على الإبل وسافرا الى النيجر حيث رأى للمرّة الأولى فرس البحر!
في نيجيريا، عمل ابو بكر في غسيل الملابس وذلك ليجمع المال الذي قد يؤمّن وصوله الى مكّة المكرّمة. كانت الأعمال كثيرة وكانت راتبه بالكاد يكفي من اجل الشرب والمأكل.
يخبر أبو بكر أن الجوع والعطش كانا يلاحقهما ولكن رغم ذلك لم يصبهما أي مرض او أي مشكلة صحّية.
الوصول الى بيت الله الحرام كان في العام 2003 بعد رحلةٍ أخذت من عمر أبو بكر 14 عاماً من التعب الشديد والعذاب والفقر والجوع!
