لم يشفع أكثر من مليون توقيع حول العالم داعم لمقدم برنامج "top gear" الشهير على قناة "بي بي بسي" جيريمي كلاركسون ببقائه في منصبه، إذ أعلنت القناة الأربعاء عدم تجديد عقده لينهي بذلك مسيرة ناجحة وجدلية في الوقت عينه جذبت 350 مليون شخص حول العالم.
وقال مدير هيئة الإذاعة البريطانية طوني هول في بيان رسمي: "بأسف شديد ابلغت جيريمي كلاركسون اليوم ان بي بي سي لن تجدد عقده"، علما أن هذا العقد ينتهي مع نهاية الشهر الجاري.
وكانت "بي بي سي" أوقفت كلاركسون عن العمل يوم 10 آذار، إثر ما وصف بأنه "شجار" بينه وبين المنتج أويسين تايمون، تطور إلى ضرب المنتج بسبب عدم توفير وجبة طعام ساخنة له. ومنذ ذلك الحين أثار القرار محبي كلاركسون ووقع مليون شخص التماسا يطالبون فيه بإعادته إلى العمل.
لكن هذه الحادثة ليست يتيمة، إذ أنّ المقدم الشهير أثار العديد من الخلافات في السابق بسبب تعابيره التي اعتبرت عنصرية احيانا، فوصف المكسيكيين مثلا بـ"الكسالى الذي لا يصلحون للقيام باي شيء".كما أنه اقتحم مرة استوديوهات BBC بسيارة صغيرة، وجال بين المكاتب وخلف مذيعي الأخبار.
على الرغم من ذلك حصل البرنامج على معدل مشاهدة خارق، قدّرته "بي بي سي" بنحو 6،5 ملايين نسمة في بريطانيا و350 مليون نسمة في العالم.
لم تكتف القناة بذلك بل نقلت عن محرر الشؤون الإعلامية فيها، ديفيد سيليتو، قوله إن الاستغناء عن كلاركسون لا علاقة له بأسلوبه، ولا بآرائه أو شعبيته، ولا حتى باللغة التي يستعملها في البرنامج إنما يتعلق الأمر بنجوم التلفزيون وما يسمح لهم به دون عقاب بعيدا عن الشاشة، وهو أمر تضعه بي بي سي على راس أولوياتها، منذ شهور.
كذلك لم يسلم مقدم "Top Gear" من انتقاد صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الشهيرة، التي اعتبرت أن "شركة مثل الـ"بي بي سي" يجب أن تلتزم بمبادئ معينة مثل المساواة العرقية، التسامح الديني، التوازن والإنصاف واللياقة السياسية. للأسف، هذه المفردات تجاوزها كلاركسون".
هذا وأوضح طوني هول ان البرنامج ستقدمه "في الاشهر المقبلة" كيم شيلينغلاو قبل ان تعمل الشبكة على تجديد البرنامج لعام 2016.
عندما أوقف كلاركسون عن العمل كتب تعليقا بصحيفة "ذا صن" في يوحي فيه برغبته بالتوقف عن العمل، ووصف نفسه "بالديناصور"، قائلا: "إن هذه المخلوقات المخيفة لا مكان لها في عالم يتغير". فهل سيحلق هذا الديناصور إلى عالم آخر ويتألق من جديد في برامج سيارات أم أنّ مصيره الإنقراض؟
