كثيراً ما نتساءل عن قدرة سكّان القطب الشمالي على تحمّل هذه الحرارة المتدنية او حتى العيش في بيوت من الجليد؟ هذا ما يصعب على سكّان المناطق الحارّة والصحاري ان يتحمّلونه نظراً لاختلاف العوامل الجغرافية والبيئية.

في كل مرّة نقرّر ان نخرج من المنزل في فصل الشتاء، نختار الملابس السميكة والثقيلة من الصوف، التي تعطينا شعوراً بالدفء والحرارة.
الأطبّاء، لا يتأخّرون ابداً بتقديم النصائح والارشادات للذين يعانون من مشاكل جسدية وعدم قدرتهم على تحمّل الصقيع و البرد.
فمن أبرز ما قد نعاني منه في الشتاء هو تجمّد اصابع اليدين والرجلين. صحياً، ان البرد قد يصيب هذه المنطقة من اليدين او الرجلين، وذلك بسبب تدفّق الدم الكبير الى القلب،الدماغ و الرئتين.

اولاً، فقر الدمّ هو من الاسباب الرئيسية لحصول هذا التجمّد في اصابع اليدين، وذلك بسبب النقص الموجود في خلايا الدمّ الحمراء الذي يترافق مع انخفاض كمية الاوكسيجين في الجسم. ويترافق مع هذا التجمّد في اليدين عوارض صحية كثيرة مثل الدوخة، الصداع، ضيق التنفس واضطرابات في الجهاز الهضمي.
ثانياً، الشعور بالتوتّر والقلق الدائم يسبّب انقباضات في الأوعية الدموية مما يؤثّر سلباً على الحركة الدموية فيحصل تجمّد الاصابع.

ثالثاً: التدخين هذا السمّ القاتل البطيء. إضافة الى ما يحمله من مساوئ على الجهاز التنفّسي ان مادة النيكوتين الموجودة في السيجارة يزيد من تراكم الترسبات الوسخة في الشرايين فيقلّل من تدفّق الدم إلى كل أطراف الجسم خاصّة أصابع اليدين والرجلين. رابعاً، بعض الادوية التي يصفها لنا الأطباء للصداع، لعلاج السرطان او حتى لتعديل ضغط الدم تحمل الكثير من الآثار السلبية على سير الدم في الشرايين و في كل اعضاء الجسم.

خامساً، متلازمة "رينود" وهي من الاسباب الاكثر شيوعاً لتجمّد الاصابع. وتفسّر هذه المتلازمة بسبب ضيق الاوعية الدموية في اصابع اليدين، الرجلين او حتى الأذنين. فيتحوّل لونها الى أبيض او أزرق بسبب ضعف تدفّق الدمّ اليها. ويحدث ان يشعر الإنسان بآلام مثل وخز الإبر لذا ينصح بإرتداء القفازات لإبقاء حرارة الجسم معتدلة ودافئة.