كانت ليلة عادية جدا. عادت نورهان إلى منزلها. أطفأت سيارتها ونزلت منها. ثم حلّت الساعة الثالثة فجرا. وحلّت معها الكارثة.
نورهان بسام، سيّدة سعودية ركنت سيارتها أمام منزلها الكائن في حي مشرفة بجدّة حيث توجد مواقع حيوية مثل نادي الإتحاد، استفاقت الخميس على صوت جارها يطرق باب المنزل بقوّة ليعلمها أن حريقاً هائلا شبّ في سيارتها.
هرعت نورهان كالمجنونة إلى الخارج وصرخت "حسبي الله ونعم الوكيل، احترقت سيارتي"، ليتجمّع حولها الجيران ويبدأون محاولات الإطفاء.
لم تنجح المحاولات فورا وتأزم الأمر: إنفجرت السيارة بشكل ضخم هزّ المكان وأوقع نورهان أرضا. أصيبت بحروق ورضوض وفقدت الوعي بسبب استنشاقها غاز ثاني أكسيد الكربون. هي انتقلت إلى المستشفى والسيارة انتقلت من مجسم حديدي إلى رماد.
الحريق الذي كاد أن يؤدي إلى كارثة أكبر لأنه وقع بجوار غرف الكهرباء في البناية، تروي تفاصيله بسام في مداخلة لها عبر برنامج "معالي المواطن" الذي يعرض على قناة "إم.بي.سي" ويقدمه الإعلامي علي العلياني.
وصرّحت في اتصال هاتفي "قبل الحادث بعشرة أيام كنت في شركة التوكيلات الخاصة بالسيارة وأفادوا بأن لا خلل فيها وهي سليمة تماما". وأضافت "يوم الحادث تأكدت أن كل الأجهزة مغلقة تماما زي الأنوار وأجهزة أخرى".
بعد أن أبلغها الجار رأت السيارة "تخترق النار فيها الزجاج الأمامي وتتجه نحو السطح". وأردفت "عندما اقتربت من السيارة حاول أن أوقف تشغيلها فانفجرت وحصلت لي رضوض في الجسم ووحروق خفيفة واختنقت بالكربون".
وردا على سؤال قالت "أنا إنسانة مسالمة ولا مشاكل مع أحد"، موضحة أن الأجهزة الأمنية بدأت التحقيقات بالحادث وهي حاليا تنتظر البحث الجنائي "لكن باعتقادي ليس خطأ تقنيا".
وإذا تبين أن الفاعل إنسان "سيكون حسابه عسيرا كما قالت"، في حين كشفت المصادر الأمنية للصحف المحلية أنها "لا تستبعد أي فرضيات في أسباب الحريق، ومن بينها فعل فاعل".
وتأتي هذه الحادثة بعد حوالى خمسة أشهر على دخول قانون قيادة المرأة على أراضي المملكة العربية السعودية حيز التنفيذ، كما تزامنت مع حالة أخرى في حائل حيث حصل أن زوجاً حرق سيارة زوجته الحاصلة على رخصة للقيادة.
