الزمن هو مجرد مفهوم انتزاعي لا يوجد بصورة مستقلة وإنما يكون له وجود اعتباري حال كونه متلبسا بالحوادث والوقائع.
و لو فرضنا – مجرد افتراض- أن هناك شيئاً ما في مكان ما ليس فيه ليل ولا نهار ولا حركة ولا هواء ولا فلك يسير و لا موج يهدر … فلن يكون هناك أيضاً زمن.
الزمن يستخدم كجهاز أو كآلة افتراضية لقياس المدى بين حدثين فمثلا استخدمت الآلة الإفتراضية المسماة بالزمن لقياس المدى الذي احتجت إليه منذ أن بدأت الدراسة الجامعية وحتى نلت الشهادة الجامعية، ولا يتوهم أحد أن قياس المدى والزمن هما شيء واحد. فلو فرضنا أنه بسبب خلل في النظام الكوني أصبحت الأرض تدور أبطأ أو أسرع من سرعتها الحالية حول الشمس، فسيكون اليوم طويلاً أو قصيراً عن ما هو موجود حالياً. وعلى الرغم من ذلك سيبقى الزمن كما هو 24 ساعة بالمعدلات الحالية. بل وحتى لا تبتعد الفكرة بعيداً عن الذهن، نضرب مثالاً متحققاً، وهو أن الـ24 ساعة المتعارفة والتي هي قياس مدى لليوم تتغير تغيراً مثيراً حين نقترب من طرف الكرة الأرضية.
مثلاً، في دولة "فنلندا" يكون اليوم عبارة عن ستة أشهر نهاراً وستة أشهر ليلاً أي أن نصف اليوم يكون ستة أشهر (نهار) ونصفه الآخر ستة أشهر (ليل). فنصف اليوم الذي متوسطه 12 ساعة عندنا يكون ستة أشهر هناك.
وهذا المثل للدلالة على أن لا وجود حقيقيا ومستقلا للزمن مجرد عن الحوادث والوقائع، فإنه إذا فات لا يعود ولا يمكن تداركه، لأن الحوادث التي وقعت لا تعود ويمكن تداركها من جهة ولأن الزمن لا يوجد إلا متلبسا بها، ولا يمكن فصله عنها إذ إنه وعلى الرغم من أنه مجرد آلة أو طريقة حساب أو قياس الزمن، لكنه يرتبط بكل شيء في الحياة ولذلك فإنه من المواضيع الحساسة والمهمة وربما المعقدة أيضا.َ
لذلك فإن القانون: حينما يتعرض للزمن – و كثيرا ما يحدث ذلك – فإنه يفترض فيه أن يحرص على تحديده بدقة.