قد نتكلم عن جهاز محاكاة للطيران كي يتعلم التلامذة أساليب هذه المهنة الدقيقة أو حتى جهاز يحاكي الأعاصير ويتوقعها قبل حصولها. لكن اليوم هناك روبوت يمكن إجراء اختبار البروستات عليه ويتأقلم مع الطبيب بطريقة شبه بشرية.
تبدو هذه الصورة أعلاه صادمة إلى حدّ ما. أسئلة كثيرة تتبادر إلى ذهن المشاهد. ماذا يفعل هذا الطبيب؟ ولماذا يضع يده في مؤخرة؟ مؤخرة من بالتحديد؟ روبوت؟ هل هذه لعبة "بلايستيشن" أو "إكسبوكس"؟
في الحقيقة تطلق العديد من النكات حول هذه الصورة كأن يقال عنها "مؤخرة ذكية" وتنتشر الكثير من التكهنات، إلا أن هدف هذا الجهاز صحي بامتياز وقد يخضع له أي منّا في حال المرض.
إنه جهاز محاكاة فحص البروستاتا، شكل من أشكال السرطان يتطور في الجهاز التناسلي الذكري، هدفه تدريب الطلاب على إجراء الإختبار على مريض إفتراضي.
في هذا الإختبار، يتحدث الطالب إلى شخص إفتراضي إسمه "باتريك" ويمارس معه مهارات التواصل كأي حوار بين طبيب ومريض.
يقول الدكتور بنجامين لوك الذي طوّر هذا المشروع: يمكن للطالب إجراء اختبار واقعي على باتريك. يتمتع هذا الجهاز بأجهزة استشعار التي تحدد أين يفحص الطالب تحديدا وبأي ضغط.
هذا الشخص الإفتراضي يستطيع أن يتحدث مع الطالب أو الطالبة، عبر التفاعل بالإيماءات ما يقرب المسافة للواقع أكثر فأكثر خصوصا أننا نتكلم عن منطقة حساسة من الجسم لا تحتمل الخطأ.
أكثر من ذلك يمكن للمريض "باتريك" أن يعبّر عن مخاوفه وقلقه من إجراء الإختبار، الأمر الذي يدفع الطالب على تطوير مهاراته الشخصية في التواصل مع المرضي الحقيقيين لإجراء الإختبار. أثناء الفحص، يتلقى الطالب نتيجة عمله على جهاز كمبيوتر موجود وما إذا كان يبلي بلاء حسنا.
أما المفأجأة أن الدكتور لوك لم يستبعد أن يعمل هذا الروبوت على جهاز "إكسبوكس" أو "بلايستيشن" طالما يتمتعان بتقنيات "حاسوبية" قادرة على التفاعل مع الروبوت.
ضاحكا، يعلق هذا الطبيب على انتشار الصورة سريعا على مواقع الإنترنت ووسائل الإجتماعي ويقول: أنا أفهم أنها قد تولد نوعا من الفكاهة أو الإشمئزاز أو الفضول ولكن المهم أنه جهاز يحسن عملية التواصل بين طلاب اختصاص الطب ومرضاهم.
بالفعل قد يبدو المشهد مقززا عند البعض أو فضوليا عند بعض الطلاب المختصين، لكن الأكيد أنه اختراع ثوري في مرحلة حرجة من عمر الإنسان.