"كنا نصحو في الفجر ولا نعود إلا في الليل". جملة تختصر معاناة الذي عمل في بيع التمر ورعي الغنم. ربما اليوم لا ينام لكن لسبب آخر: البروفيسور قلق على مرضاه.
هو حامد البارقي. طفل يتيم الأب كان يعمل بجهد وتعب لا يمكن وصفها. كان يجرّب المهن كلها. لم يرَ من الطفولة إلا سنواتها الصعبة واعتقد أنه لم يرَ من الحياة إلا مرّها.
بعدما توفي والده عمل عمه على رعاية مع إخوته وذلك في بلدة قضريمة بمحافظة بارق اقصى جنوب غرب المملكة العربية السعودية.
أراد حامد منذ الصغر أن يثبت أنه يتحمل المسؤولية. بدأ ببيع الملح والتمر في أحيان، ورعي الغنم في أحيان أخرى.
ذات مرة، أتى عمه وأخبره أن شخصية في تبوك يمكن أن تؤمّن له وظيفة وما عليه إلا الذهاب إلى هذه المنطقة.
ما يجرح في تلك المرحلة، أن حامد البارقي لم يكن يحمل إلا 50 ريالا تكفيه للتنقل فقط. ساعدته هذه الشخصية في الالتحاق بالجيش كجندي أول باللواء المظلي.
> هنا بدأ التغيير
حينها لم يقبل حامد على نفسه أن يكون جنديا فيما تحتل النجوم أكتاف غيره من الضباط. عمل على ترقية نفسه.
تم انتدابه لفئة الممرضين. قدم فحصا وحصل على المركز الأول فتم نقله إلى مستشفى الرياض. لم يرض بذلك فقط. إنتظر دورة ترشيح ضباط وتخرج منها ضابطا بجدارة.
أتت لحظة ابتعاثه إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهناك أبرز تفوقه. درس في مجال طب الأسنان وحصل على أكثر من عشرين شهادة ليصبح من أوائل السعوديين الذين درسوا ترميم وتجميل الوجه والفكين.
> من هو حامد البارقي اليوم؟
لدى البارقي اليوم صفحة على "ويكيبيديا" تعرف عنه. لا يعرف حجم الثروة التي يملكها لأنها تفصيل غير مهم. بعض الصفحات تخبر عن قصة الكفاح المجبولة بالمعاناة والألم وبعضها يضيء فقط على ألقابه الكثيرة منها:
- دكتوراه في طب الاسنان العام من الولايات المتحدة الامريكية من جامعة توماس جيفرسون
- إستشاري في اعادة اعمار الوجه والفكين في مستشفى توماس جيفرسون بالولايات المتحدة الامريكية 2003– 2004
- إستشاري ومدير برنامج التدريب في المستشفى السعودي الملك خالد للحرس الوطني
- صاحب العديد من الاختراعات في مجال طب الاسنان والفكين بينها فرشاة تنظيف تقويم الاسنان
- عضو البورد الأمريكي ومحرر في مجلة جراحة الفم والوجه والفكين الأمريكية
